الحاج سليمان رجل كريم ، ومشهور بين قومه بكثرة الذبائح للضيوف ، لهذا الغرض كان يبقى قرب خيمته عددا من الخراف السمينة، ليذبحها عند الحاجة،وكان واضحا لجلساء ديوانه(شقه)،بأن غاية الخراف المتواجدة ،هي الذبح عند حلول الضيوف .ففي أحد الأيام ،مر خروف سمين أمام الديوان ، فتساءل بعض الحضور : "من نصيب من سيكون هذا الخروف ..يا ترى "؟
فسمع الحاج سليمان التساؤل وأجاب على الفور :"سيكون إن شاء الله من نصيب هابين الريح ".
كان الديوان مليئا بالمعازيب ،وجميعهم سمع السؤال وكذلك جواب الحاج عليه ، ولكن أحدا منهم لم يفهم قصد الحاج ، حيث إن المصطلح هابين الريح ينطبق على الضيوف أيضا، ولكن جواب الحاج كان صادرا عن نية رجل، هو قدوة في قومه، وعليه تقع مسؤولية الحث على الخير وفعله، ليقتدي به خيار قومه.
بعد مرور فترة قصيرة ، وفي إحدى الليالي العاصفة الماطرة، وبعد الغروب من أول الليل ،أمر الحاج الراعي، بذبح الخروف وطبخه ,عندما أوشك أن ينضج، أمر الراعي بالمرور بين مضارب الحي ، منادياً "بيت الحاج طاح يا هابين الريح ...جاي يا هابين الريح جاي ".
وبعد أن جال المنادي بين جميع المضارب ، وتأكد بان الجميع قد سمع النداء ،رجع إلى خيمة الحاج، والتي لم تسقط بل كانت سليمة، ونيرانها متقدة تدفئ كل داخلها ,فاخذ هابو الريح بالتوافد إلى خيمة الحاج ،ديوانهم اليومي ،متعجبين مستغربين أمر النداء الكاذب ، ولكن الحاج كان يستقبلهم مرحبا بهم مكررا"يا هلا بهابين الريح "مهدئا من تساؤلهم ، يأمرهم الجلوس في الديوان بجانب النار ليتدفئوا .
حضر ملبيا للنداء ،حوالي ستة معازيب ، وبعد فترة من الانتظار ، عسى أن يصل المزيد، أمر الحاج باحضار العشاء، وكان الخروف كاملا على منسف واحد كبير، كان يعرف في ذلك الزمان.
فأكل هابو الريح، شاكرين الله وحامديه،على نجاحهم في امتحان الحاج ،أكثر من شكرهم وحمدهم،على حضور الوليمة .وفي اليوم التالي ،اعتدل الجو ، وكان يوما مشمسا ،فتجمع اغلب أهل الحي في ديوان الحاج كعادتهم ، وسرعان ما لاحظ البعض فقدان الخروف.وسأل احد الحضور، أين الخروف يا ترى ؟
فأجاب آخر:"الخروف تعيش أنت ".
أكل هابو الريح الخروف ، واستمر في سرد ما حدث وفهم الجميع مغزى الفعلة ، وندم من سمع النداء ولم يحضر ،ندم على عدم مجيئه، وتقصيره، أكثر من ندمه، على عدم الأكل من لحم الخروف .ومن يومها ،والقصة تروى من جيل إلى جيل ،لتعليم العبرة الذكية منها.
المصدر: من كنوز الأجداد.- تأليف د.محمد الحمامدة.
فسمع الحاج سليمان التساؤل وأجاب على الفور :"سيكون إن شاء الله من نصيب هابين الريح ".
كان الديوان مليئا بالمعازيب ،وجميعهم سمع السؤال وكذلك جواب الحاج عليه ، ولكن أحدا منهم لم يفهم قصد الحاج ، حيث إن المصطلح هابين الريح ينطبق على الضيوف أيضا، ولكن جواب الحاج كان صادرا عن نية رجل، هو قدوة في قومه، وعليه تقع مسؤولية الحث على الخير وفعله، ليقتدي به خيار قومه.
بعد مرور فترة قصيرة ، وفي إحدى الليالي العاصفة الماطرة، وبعد الغروب من أول الليل ،أمر الحاج الراعي، بذبح الخروف وطبخه ,عندما أوشك أن ينضج، أمر الراعي بالمرور بين مضارب الحي ، منادياً "بيت الحاج طاح يا هابين الريح ...جاي يا هابين الريح جاي ".
وبعد أن جال المنادي بين جميع المضارب ، وتأكد بان الجميع قد سمع النداء ،رجع إلى خيمة الحاج، والتي لم تسقط بل كانت سليمة، ونيرانها متقدة تدفئ كل داخلها ,فاخذ هابو الريح بالتوافد إلى خيمة الحاج ،ديوانهم اليومي ،متعجبين مستغربين أمر النداء الكاذب ، ولكن الحاج كان يستقبلهم مرحبا بهم مكررا"يا هلا بهابين الريح "مهدئا من تساؤلهم ، يأمرهم الجلوس في الديوان بجانب النار ليتدفئوا .
حضر ملبيا للنداء ،حوالي ستة معازيب ، وبعد فترة من الانتظار ، عسى أن يصل المزيد، أمر الحاج باحضار العشاء، وكان الخروف كاملا على منسف واحد كبير، كان يعرف في ذلك الزمان.
فأكل هابو الريح، شاكرين الله وحامديه،على نجاحهم في امتحان الحاج ،أكثر من شكرهم وحمدهم،على حضور الوليمة .وفي اليوم التالي ،اعتدل الجو ، وكان يوما مشمسا ،فتجمع اغلب أهل الحي في ديوان الحاج كعادتهم ، وسرعان ما لاحظ البعض فقدان الخروف.وسأل احد الحضور، أين الخروف يا ترى ؟
فأجاب آخر:"الخروف تعيش أنت ".
أكل هابو الريح الخروف ، واستمر في سرد ما حدث وفهم الجميع مغزى الفعلة ، وندم من سمع النداء ولم يحضر ،ندم على عدم مجيئه، وتقصيره، أكثر من ندمه، على عدم الأكل من لحم الخروف .ومن يومها ،والقصة تروى من جيل إلى جيل ،لتعليم العبرة الذكية منها.
المصدر: من كنوز الأجداد.- تأليف د.محمد الحمامدة.